إنَّ معنى الحج في اللغة العربية هو القَصْد ، و أما في الشريعة الإسلامية فمعناه قَصْدُ بيت الله الحرام و السفر إليه و إلى المشاعر المقدسة ، لأداء أعمال عبادية و مناسكَ مخصوصة هناك ، و في فترة زمنية مُعيَّنَة ، و بترتيب خاص ، قربة إلى الله تعالى . و الحجُ شريعةٌ من شرائع الله عَزَّ و جَلَّ ، و أحدُ الأركان الخمسة الأساسية للشريعة الإسلامية ، فقد رَوى زُرَارَةٌ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) أنَّهُ قَالَ : " بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسَةِ أَشْيَاءَ : عَلَى الصَّلَاةِ وَ الزَّكَاةِ وَ الْحَجِّ وَ الصَّوْمِ وَ الْوَلَايَةِ ، ... " . حَجةُ الإسلام : و يجب الحج على الإنسان البالغ العاقل المُوسِر المُتمكِّن من أداء هذه الفريضة الإلهية مرةً واحدةً في العمر ، و هي التي تُسمى في المُصطلح الفقهي بـ " حَجَّة الإسلام " . قال الله جَلَّ جَلالُه : ﴿ ... وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ و يُعتبر الحج واحداً من أهم الشعائر الإلهية التي أنعم الله بها على الأمة الإسلامية خاصة ، و ذلك لإشتمال هذه الشعيرة على الكثير من الفوائد العبادية و الإقتصادية و التربوية و السياسية و الاجتماعية . بيتُ الله الحرام : هو الكعبة المشرفة ، التي تقع في وسط المسجد الحرام في مكة المكرمة ، و إنما سُمِّيَت بالبيت الحرام نظراً لحرمة دخولها و دخول المسجد الحرام على المشركين ، و ذلك لقول الله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ ( القران الكريم : سورة التوبة ( 9 ) ، الآية : 28 ، الصفحة : 191 ) أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) ، خامس أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) . الكافي : 2 / 18 ، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران . القران الكريم : سورة آل عمران ( 3 ) ، الآية : 97 ، الصفحة : 62 .