العنف ضد الاساتذة...هل هي ظاهرة جديدة..أم وليدة الماضي

لماذا يعتدي التلاميذ علىأساتذتهم؟!
ارتفاع مذهل لحوادث العنف داخل المؤسس ات التعليمية في الجزائر
الجزائر: مراسل خاص من صحيفة كويتية
تشهد الجزائر اكثر فأكثر،تفاقم ظاهرة العنف في الوسط المدرسي، الذي يشمل بصفة خاصة العنف الممارس من طرف الطلبة والتلاميذ ضد اساتذتهم ومعلميهم، في مؤشر خطير لتنامي هذه الظاهرة التي تعطي صورة مصغرة عن تراجع اداءالمنظومة التربوية الجزائرية، في ظل نزوع الكثير من ابنائها الى العنف الذي لم يكن يحدث في الماضي داخل المؤسسات التعليمية الا في حالات شاذة ومرتبطة بوقائع معينة لااكثر ولا اقل
تحت تأثير المراهقة تقول دراسة حديثة اجريت في الجزائران العنف منتشر بشكل اكبر في الثانويات مقارنة بالمدارس الابتدائية والتكميلية، احد اساتذة الثانويةالذي سألناه عن سبب استئثار الثانويات الجزائرية باكبر عدد من حوادث العنف مقارنة بالحوادث نفسها في المراحل التعليمية الاخرى، اعتبر ان السبب المباشر يعود الى انهذه المرحلة تمثل مرحلة المراهقة بالنسبة للتلميذ الجزائري الذي تبدأ سلوكاته في التغير توازيا مع التغيرات التي تحدث في بنيته الجسدية
واضاف ل.الهادي وهو استاذ في مادة الفيزياء بثانوية فاطمة الزهراء بسطيف (300 كلم شرق العاصمة)، أن سلوك التلميذ قد يميل الى العنف احيانا خاصة من طلبة الثانوي الذين يفشلون في دراستهم، فلا يجدون من ردة فعل يقومون بها سوى الانتقام السلوكي ضد الاساتذة، او كلما يحيط بهم في الثانوية. ويوضح ان اغلب الذين يمارسون العنف ضد اساتذتهم يمارسون السلوك ذاته في المجتمع، او ضد افراد عائلاتهم
العنف ضد الأساتذة؟
وفي هذا السياق تقول الدراسة التي أنجزت مؤخرا أن حوالي 80 في المائة من التلاميذ في المرحلة الثانوية يمارسون العنف ضد أساتذتهم، وذلك حسب النتائج التي خلصت إليها دراسة اشرف عليها الأستاذ الدكتور احمد حوتي، وهو أستاذ في مادة علم الاجتماع بجامعة الجزائر، والذي أكد أن العنف في الوسط المدرسي يأخذ عدةأشكال اقلها عصيان الأوامر، وأخرها الضرب المبرح، أو الاعتداء باستعمال الأسلحةالبيضاء، وهو اخطر إشكال العنف الممارس عادة ضد الأساتذة في الثانويات
العينةالتي اعد من خلالها هذا الأستاذ الجامعي دراسته حول ظاهرة العنف المدرسي شملت 21ثانوية بالعاصمة الجزائرية، و1026 تلميذا و365 أستاذا و48 مستشارا تربويا، كانت أهم نتائجها أن 80 في المائة من طلاب الثانوية يمارسون العنف ضد الأساتذة بمختلف أشكاله كعصيان الأوامر والشتم والضرب، كما بينت كذلك إن قرابة 36 في المائة من التلاميذالذين مارسوا العنف وجهت لأوليائهم استدعاءات خاصة بسوء السلوك تعرض 19 في المائة منهم للطرد و13 في المائة للتوبيخ
النسبة الوطنية 10%
وتعليقا على هذه الدراسة يرى أستاذ الثانوي في مادةالفيزياء ل.الهادي انه يعترف بأن ظاهرة العنف المدرسي تعرف ارتفاعا مقلقا، لكن نسبة 80 في المائة لا يمكن تعميمها على كل الوطن، واعتبر ان العينة التي اختارها معدالدراسة شملت منطقة تعرف اكبر عدد هذا النوع من الحوادث، معتبرا ان العاصمة الجزائرية في هذا النوع من الدراسات يجب الا تؤخذ كمقياس يمكن تعميمه على كل ولايات الوطن، وأضاف ان هذه النسبة سوف تأخذ في الانخفاض كلما ابتعدنا عن العاصمة، وربما لتصل الى درجات منعدمة في الولايات البعيدة، وخاصة في الثانويات التي تقع خارج المدن الكبرى
واكد انه من خلال المعاينة، يجزم بان النسبة الوطنية للعنف في الوسط المدرسي الجزائري وفي الطور الثانوي تحديدا، لن تتجاوز العشرة في المائة علىاكثر تقدير. وفسر حكمه هذا بالقول ان البيئة التي نشأ فيها تلاميذ العاصمة ليست هي البيئة التي نشأ فيها تلاميذ المداشر والقرى، والذين يميلون في الغالب الى السلوكات السلمية ويتصفون بالحياء مقارنة بأقرانهم في العاصمة، وفي اغلب المدن الكبيرة، حتى ولو كانت المراهقة هي ما يجمعهم، الا ان المراهقة قد تكون شرسة عند البعض وقد تكون بسيطة عن البعض الآخر
التفكك الأسري وأفلام العنف غير ان الدراسة التي اعدها الدكتور احمد حوتي لهاراي آخر وهو ان العنف ينتقل من الاسرة الى المجتمع ومن المجتمع الى المدرسة، واثبتت الدراسة ان 49.5 في المائة من التلاميذ انتقل اليهم العنف من المجتمع عن طريق صورالاجرام والسرقة والقتل التي باتت مشاهد يومية ألفها المراهقون، كما تؤكد ان العنف انتقل من الاسرة الى 36 في المائة من المتمدرسين بسبب التفكك الاسري، وغياب الرقابة والافتقار الى الرعاية والامان العائلي، و13.5 في المائة من المبحوثين انتقل اليهم العنف عن طريق المؤسسات التربوية، حيث تعرض اكثر من 52 في المائة من التلاميذ للسرقة،
رغم ان هناك 82.5 منهم يشعرون بالامان داخل الثانوية، و12 في المائة منهم يجعلون من العنف المدرسي هاجسا يوميا يؤثر على تحصيلهم الدراسي، كما بينت الدراسةان 72 في المائة من التلاميذ يشاهدون افلام العنف بعيدا عن رقابة أولياءأمورهم
نوادي الإنترنت.. أو قواعد العنف وفي هذا السياق بالذات، فإن طلبة الثانوييعدون من الشرائح الكبيرة التي تتوافد يوميا على نوادي الانترنت، وخاصة خارج اوقاتالدراسة وذلك لمشاهدة هذا النوع من الافلام التي تدفعهم، من حيث لا يشعرون، الىاكتساب سلوكيات عدوانية يجسدونها في اماكن الدراسة ضد اساتذتهم او زملائهم في الدراسة
وقد اصبحت نوادي الانترنت المكان الاكثر خطورة على التلاميذ الجزائريين الذين اصبحوا يقصدونها بكثرة، سواء لمشاهدة هذا النوع من الافلام، او حتى لمشاهدةالمواقع الاباحية والجنسية، او على الاقل للتسلية، وكل ذلك ساهم في التأثير علىالمستوى التعليمي للتلاميذ، كما على مستواهم الاخلاقي داخل مؤسساتهم التعليميةالعنف الذي يمارسه الأساتذة ومن جهة اخرى، فان الدراسة لم تغفل جانبا مهما منظاهرة العنف في الوسط المدرسي، وهو العنف الذي يمارسه الاساتذة وبينت الدراسة ان الاساتذة في المرحلة الثانوية ليسوا بالضرورة ضحايا لهذه الظاهرة، بل انها كشفت ان 53 في المائة منهم مارسوا العنف ضد تلاميذهم، و51 في المائة من التلاميذ تعرضوا للسب والشتم من طرف الاساتذة، و27 في المائة منهم طردوا من القسم، وحسب الدكتوراحمد حوتي، فان العنف يتولد في كثير من الاحيان من الاساتذة الذين يجهلون التعامل التربوي السليم مع تلاميذهم، خاصة عندما يكونون تحت تأثير الضغوط المهنية والمشاكل الاجتماعية
أسلحة بيضاء وقنابل مسيلة للدموع؟
وعلى صعيد متصل،أشارت احصائيات مصالح الدرك الوطني (الشرطة) على مستوى خلية حماية الاحداث، الى تسجيل 191 حالة حمل اسلحةبيضاء وقنابل مسيلة للدموع داخل ثانويات العاصمة، حيث عرفت حوادث انحراف الاحداثتناميا خطيرا.. وخلال السنوات الخمس الاخيرة فقط احصت مصالح الامن الجزائرية (جهازالدرك) 3521 حادثة، واحتلت الافعال المخلة بالحياء المرتبة الاولى ب 1129 حالة تمثلنسبة 32.6 في المائة، ثم العنف الجسدي ب 751 حالة تمثل نسبة 21.32 في المائة، كماسجلت حوادث تحطيم املاك عمومية داخل المدارس 561 حالة تمثل نسبة 15.93 في المائةوقدرت حالات الضرب والجرح العمدي 79 حادثة بنسبة 2.24 في المائة، كما ان استهلاكالمخدرات داخل المؤسسات التربوية اخذ بعدا خطيرا، حيث سجلت مصالح الامن حوالي 631حالة بنسبة وصلت 17.92 في المائة، والسرقة، كما تم احصاء 82 حالة مثلت 2.32 في المائة
*****************************************************
ويبقى السؤال......................
إلى أي مدى يبقى هذا التحليل صحيــــحا
هل هذا ما وقع فعلا في جزائرنا الحبيبة
****************************************************

شكرا استاذنا الفضل على هذه المقالة ...
و رأي و هو انعدام مسؤولية من طرف ثلاث جهات...
..الأولى الأسرة
...الثانية المدرسة
...الثالثة المعنيون بالأمر
و اذا انعدمت جهة ضعفت الباقية

بسم الله الرحمان الرحيم
اولا اشكرك اخي على الموضوع القبم ورايي في هذا الموضوع هو ان هذه الظاهرة دخيلة على مجتمعنا والسبب هو التحقير في الاستاذ من جانب بعض الناس ...ورايت هذا في بعض المنتديات غير التعليمية
وكذلك معاملة (بعض) اولياء التلاميذ لابنائهم بان لهم الحق وكل الحق في مناقشة والتطاول على اساتذتهم مهما بلغ الامر والا نتوجه للمعنييين بشكوى تذهبه وراء الشمس وهذه حقيقة وليست كلام
ولذا لتفادي هذه الظاهرة يجب ان يعطى كل ذي حق حقه بمعنى الاستاذ استاذ والتلميذ تلميذ
والاحترام واجب لكل منهما

:bess allah:

بارك الله فيك أخي رابح على الموضوع متألق كعادتك (ربي يبعد العين).
الموضوع جد مهم لكن ظاهرة العنف ضد الأستاذ عندنا في سطيف عامة و في متوسطتي خاصة (محمد خميستي)موجودة لكنها و الحمد لله محدودة.
كما يقال الوقاية خير من العلاج .ولقد سبقني إليها اخي سيف الأستاذ استاذ و التلميذ تلميذ و الذي لا يحترم نفسه لا يحترم.
العلاج أضن حسب رايي هو عدم التسامح لكي يكون المتسبب عبرة لغيره و وقوف الأولياء إلى جانب الأستاذ في تربية أبناءنا الطلبة و ذلك عن طريق الزيارات و الحوار المتواصل الذي يكاد ينعدم

:atrokokom:

» ظاهرة العنف في تزايد مستمرة
» يحكي احد الاساتذة فيقول ..وليته ما قال..؟؟؟؟
» العنف التربوي
» العنف الاسري الموجه ضد الاطفال
» ظاهرة عقوق الآباء ..