التلميذ المراهق بين ضغوطات المدرسة و إحتياجات المرحلـــــــــــــــة

:salllam:

التلميذ المراهق بين ضغوطات المدرسة
و احتياجات المرحلة
إنّ قطاع التعليم كغيره من القطاعات المنظّمة يعتمد في تسيير شؤونه على مؤسسات و هياكل تنظّمها قوانين و مبادئ . لكن رغم ذلك فإنّ لقطاع التعليم خصوصيّة ، فهو إلى جانب دوره البيداغوجي و المعرفي و دوره في التنشئة الاجتماعية فإنّه يمسّّّّ شريحة عمريّة غاية في الأهميّة و يتوقّف عليه مستقبل أجيال بكاملها.
للزخرفة

من بين الشرائح العمرية و ربّما أكثرها عددا و التي ترتاد المؤسسات التربوية في بلادنا نجد فئة المراهقين.
فماذا تعنيه هذه الكلمة أو المفهوم ؟ و كيف نوصّف تفاعلاته مع المؤسسات التعليمية ؟
-I التحديد العلمي و النظري لمفهوم المراهقة
إنّ المراهقة لا تعني مفهوما مجرّدا بل هي عبارة عن توصيف لحالة و لمرحلة يمر بها الفرد في إطار شبكة من العلاقات الاجتماعية المعقدة و حسب أرسطو يتمّ نمو الإنسان في المرحلة الفاصلة بين الطفولة و الكهولة على ثلاثة مراحل بحيث تدوم كل مرحلة سبع سنوات :
يهمّ الجزء الأول مرحلة الطفولة المبكرة ، أما الثاني فيهم مرحلة الطفولة بينما يتعلق الثالث ب" مرحلة الشباب " .
و إذا أردنا التعمّق أكثر في هذا المفهوم يمكن القول ، مع ج.ج روسو " ننشى مرتين ، مرّة للحفاظ على النوع و أخرى للوجود " .
[Nous naissons deux fois ,une fois pour l espèce l’autre pour l’existence
و بعيدا عن هذه التحديدات المجرّدة و من وجهة نظرا واقعيّة ، يمكن تعريف المراهقة بآعتبارها مرحلة من مراحل حياة الفرد يكفّ خلالها المجتمع عن النّظر إليه بآعتباره طفلا دون أن يعطيه في المقابل أدوار ووظائف الكهل و هذا ما يجعل هذه المرحلة حقلا ملائما لبروز التوتّرات ، ذلك أن المراهق سوف يسعى في هذه المرحلة لتأكيد ذاته و البحث عن استقلاليته ، و تركيز الأسس الأولى في بناء شخصيتة لكن ذلك يصطدم عادة بعدّة عراقيل نفسية كانت أو إجتماعية .
و مهما كانت أزمة المراهقة حادّة أم طفيفة ، فإنها ترتبــــــــــــــــــــط بالتغييــــــــرات البيولوجيــــــــة و الفيزيولوجية ممّا يؤدي إلى فقدان الصّورة المألوفة للذات ، فشكل الجسم الجديد عادة ما يمثّل عائقا و مصدر قلق بالنسبة للمراهق فيشعر بالغربة و عدم التماهي مع جسده مما يؤدي إلى عدم التـــــــــوازن و عدم التكيف- و لو لحين- مع المحيط العائلــــــــي و الإجتماعـــي و المدرسي. يظهر ذلك في شكل أزمات عابرة طفيفة أو عنيفة حسب تركيبة الشـــــــخص و ميولاته ، و يتجسد ذلك عادة في شكل شعور بالقلق و الحــــــيرة و عدم الطمأنينــــــــــة و الخوف من المستقبل أو في سلوك عدواني مبالغ فيــــــه .
إن علم النفس الوراثي يقترح تقسيما أكثر دقة لهذه الفترة مقسما إياها إلى مراحل مختلفـــــة . و تكمن إيجابيات هذه الطريقة في التقسيم من حيث المبدأ في متابعة تطوّر كل مرحلة على حدة و بالمقارنة مع المراحل الأخرى . أما من الناحية التطبيقية ، فان هذا التقسيم يمكن المهتمين بشأن المراهق و المشرفين على هذه الشريحة من ابتكار بيداغوجيا ملائمة تستجيب لإحتياجات المراهق . حسب هذا التقسيم تعتبر المراهقة ولادة جديدة أو قطيعة مع مرحلة الطفولة وهي في هذا السياق تحتوي على ثلاث مراحل :
1-المرحلة الرومانسية
2-مرحلة الصداقات المتعددة
3-أزمة التميز الشبابية
1-المرحلة الرومانسية Etape Hetero -sexuelle
تصل عموما إلى حدود 15 سنة بالنسبة للفتيات و 17 سنة بالنسبة للفتيـــــــان و تكون في شكل حياة حالمة و تتميّز بالرّغبة في التلذذ بالحب و الإحساس به دون الوعي بالخاصيات الجنسية لهذه الأحاسيس ، فيكون التلذذ في إطار خالص من المشاعر و الأحاسيس و يتخذ شكل إشباع الحاجة من الحب أنماط مختلفة في السلوك و المواقف .
- القيام بأكبر عدد ممكن من المغامرات العاطفية Collection des cœurs brisés
-تصور حب مثالي و أبدي و يفضي إلى التلذذ بالحب بشكل خيالي محض ، إذ يتمحور الشعور حول فارس أحلام .
- التركيز على المجهول Objection sur un inconnu أي حب المراهق لشخص يجهله تماما
و هذا النوع من الحب يتجاهل فيه الشخص كل أحاسيسه الواقعية .
2-مرحلة الصداقات المتعددة :Etapes des amitiés multiples
و تتحدد بين سن 15 إلى 16 سنة بالنسبة للفتيات و بين 17- و 18 سنة بالنسبة للفتيان وهي مرحلة الانفتاح على العالم الخارجي و البحث عن الأصدقاء و حب الالتقاء و التواجد في مجموعة .
3-أزمة التميّز الشبابيّة :Crise d originalité Juvénile
و تمتد من 16 إلى 18 سنة للفتيات و بين 18 و 20 سنة للفتيان و يمكن أن تمتد إلى أكثر من ذلك و تتميز بالشعور بالغموض و التأرجح بين عالمين :
vعالم العائلة بقيمه المفروضة
vو عالم الكهول الذي يرفض هذه القيم القديمة وهي فترة صعبة يحاول فيها المراهق الظهور بمظهر متميز في لباسه و سلوكه و خطابه و عادة ما يؤدي ذلك إلى توتر بين المراهق و الوسط العائلي أو المدرسي .
إن أزمة المراهقة و الاحتياجات الخصوصية للمراهق هي نتاج عدة عوامل منها الجسماني و العائلــــي و الاجتماعي . فالتغييرات الجسدية تحدث عدة هزات نفسية نتيجة فقدان الصورة المعتادة للذات فتظهر الرغبة في معرفة الحدود الجديدة لهذا الجسم و الاعتناء به . فالمراهق لا يراقب جسده لذاته و إنما كرد فعل تجاه مواقـــــف و أحكام الآخرين فالجسد رمز اللذات و الشخصية وهو يمثل الحد بين الأنا و العالــم
كذلك فإن تقييم الوسط العائلي للمراهق يؤثر على نموّه النفسي فإذا كان التقييم إيجابيا فإن ذلك سيساعد المراهق على تقبل هذا الجسد وهذه الصورة الجديدة لذاته ، أما إذا كان التقييم سلبيا فإن ذلك سينمي الشعور بالنقص و عدم توازن الشخصية . فدرجة تقبل أو رفض المراهق لصورة جسده مرتبط بمدى تقبل العائلة أو رفضها لهذا الجسد .
-II علاقة المراهق بالوسط المدرسي :
إن للقطاع التربوي دور حيوي في عملية التنشئة الاجتماعية و تقوم المدرسة بمختلف مستوياتها بوظيفة تربوية ، علمية و تأهيلية كما تسعى إلى تنمية الكـــفايات و المهارات لدى خريجيها. و باعتبار المدرسة قطاع منظم فانه ينطبق عليها ما يتنطبق على بقية التنظيمات منها أنها بناء أساسي مهمته القيام بجملة من الوظائف الاجتماعية .
و التنظيم لا يعني أننا نتحدث عن إطار مؤسساتي جامد أو هيكل شكلي بقدرما نتحدث عن بناء إنساني ديناميكي لأشباع وظائف و حاجيات معينة و متجددة با ستمرار .
وظيفة المدرسة إذن هي :
1-الإنتاج المعرفي
2-الإنتقاء عن طريق التراتيب
3-الإدماج
إن هذه الطبيعة التنظيمية و العقلانية للمدرسة تطرح علينا تساءلا حول العلاقة بينهــا و بين الشرائح العمرية التي ترتادها ليس من وجهة النظر المعرفــــــــــــــية و البيداغوجية فقط بل من وجهة نظر اللإتصال و التواصل. فإذا كانت المراهقة عبارة عن حالة يصطدم فيها الفرد بأكثر الأشياء حميمية معه وهي ذاتــه و جسده و عائلته فكيف ستكون ردة فعله إزاء مؤسسة منظمة تعتبر خارجة عن مجال خصوصياته ؟
إن التجربة المدرسية بالنسبة للمراهق محددة بثلاثة عوامل :
1-حلم التلميذ : و يرتبط هذا الحلم بالأصل الاجتماعي و العائلي للتلميذ و بطبيعة الــــمـــــــــــــــواد و الدروس المقدمة إليه و تصرفات بعض المربين التي يمكن أن يستبطنها المراهق لينسج على منوالها .
2-تكوين الذات : باعتبار المدرسة مجالا للمعارف المتنوعة بامتياز و فضاء تنسج داخله العديد من العلاقات الاجتماعية .
3-المصلحة : و تحسب عن طريق ضوارب المواد و أهميتها في النجاح أو الفــــــــــشل و علاقة المراهق بأساتذته و بأعضاء الأسرة التربوية عموما .
إذن فالتجربة المدرسية هي تجربة اجتماعية شاملة و طبيعة العلاقات داخلها ليست على وتيرة واحدة و ليست منتظمة لكنها بالمقابل ليست عفوية و مرتجلة.
إن هذه الميزة في المدرسة يمكن أن تشكل في بعض الأحيان عائقا هيكليا أمام المراهق ، فالمنقطعون و المتسربون من التعليم ليسوا بالضرورة أقل كفاءة ممن واصلوا تعليمـــــــــهم و ليسو أقل حلما بمستقبل علمي و عملي أفضل و لكنهم في الغالب ممن فشلوا في الإندماج في مجتمع المدرسة بكل مكوناته لأعتبارات عدة منها النفسي و منها الإجتماعي و منها التربوي . فغياب التواصل و اللغة المشتركة في فضاء المدرسة من أهم أسباب الفشل أو الإنقطاع . فأن أتوحد إجتماعيا هو أن أتملك علاقتي بالآخر عبر تملكي لنفس الرّمــــــــــوز و الدلالات و نفس اللغة .
في غياب هذا التوحد يكون المصير هو المواجهة بيــــــــن المراهــــــــــــق و المؤسســـــــــــة ( و التي غالبا ما تكون لصالح المؤسسة ) أو الفشل في الدراسة. فحين تكف المدرسة عن الاستجابة للاحتياجات الخصوصية للمراهق ، (المعرفية منها و النفسية ) و حين تسقط في ثنائية الجزاء و العقاب دون الالتجــــــاء إلى وســـــائل أخرى موازية ، تكـــــون قد فشلت في جزء من مهامــــــها وهو الجزء التأهيلــــــــــــــي و الإدماجي . فالفشل المدرسي للتلميذ في نهاية الأمر هو فشل اجتماعـــــــــــــــــــــيL’échec scolaire est un échec social

:chrab:
التلميذ المراهق بين ضغوطات المدرسة و إحتياجات المرحلـــــــــــــــة Pl4uvyr9mq

التلميذ المراهق بين ضغوطات المدرسة و إحتياجات المرحلـــــــــــــــة Pl4uvyr9mq

المتمرد يقول لك:...بارك الله قبك
رائع جدا

التلميذ المراهق بين ضغوطات المدرسة و إحتياجات المرحلـــــــــــــــة 7elm3abermvf5oufg3qmw5

هذا ما نلمسه عادة عند أبناءنا التلاميذ.
بارك الله فيك وسلمت يداك أخي

بارك الله فيك ان هذا الموضوع قيم و لكن ليس الأستاد وحده المعني بالأمر و لا المؤسسة التربوية و لكن حتى الأوليائهم معنين بالأمر

السلام عليكم

بارك الله فيك استاذ على الموضوع
واضيف الى موضوعك تدخلي هدا......
المراهَقة هي قفزة قوية من عالم الطفولة إلى ما بعده , والمراهق يُرهق من حوله في فهم
الطريقة التي يتعاملون بها معه قبل أن يُرهق نفسه في إدراك ما يصبو إليه . بالفعل قد
يرهقك هذا الصغير ذو الفكر المتعنت ( سواء كان تلميذا في ثانوية أو في متوسطة )
فإن أنت وبخـته ولمته وعاتبته أو ضربته ازداد - في بعض الأحيان - تمنعا وعصيانا
وانسياقا وراء شهواته وأهوائه ووراء أحضان السوء التي تـتـلقفه خارج
المنزل والمدرسة , وإن أنت كلمته بالعقل والسياسة والهدوء وكلمت فيه الإنسان الواعي
والناضج قد يسكت وقد يطرق في سكون مثير للشك لأنه لا يوحي بالرفض ولا بالإيجاب وقد
يركب على ظهرك ويناقشك ويتجرأ على المساس بكرامتك وشخصك ويـنعتك بأقسى النعوت
و.. فتقع - أيها الأستاذ - في حيرة من أمرك : أتعرض عنه فيستبيح حماك مرات ومرات
أم تضربه أو تلومه فيزداد الشرخ في جسده وفكره ؟!. والأستاذ الحكيم والكيس الفطن
يعرف غالبا كيفية اتخاذ الأسلوب المناسب في الوقت المناسب وفي المكان المناسب
وفي الظرف المناسب , وذلك بعد أن يأخذ نصيبا ولو بسيطا من العلم بنفسية
الطفل المراهق ذكرا كان أم أنثى . والبعض يرى أن المراهق كقنينة الوقود
التي تنتظر شرارة الفراغ لتنفجر , لذلك لا بد من إشغال وقت فراغ هذا الإنسان
التائه وتثقيفه دينيا ومعرفيا وشغل وقت فراغه من طرف الأسرة أولا ثم المعلم والأستاذ ثانيا .
وعلى الأستاذ أن يحذر من المبالغة في فرض السلطة على التلميذ المراهق وأمره
بفعل كذا أو كذا بالقوة لأنه يمكن أن يأنف من تنفيذ الأوامر ويمضي إلى مخالفتها جملة
وتفصيلا .
والموضوع بطبيعة الحال يحتاج إلى طول بحث ونقاش
ولكن هذه هي فقط مجرد إشارة ليس إلا .
والله أعلم بالصواب .
والسلام عليــــــــــــ أم أيمن ـــــــــــــــــكم

:bark elaho01:

:sm02:

:ami04:

عبقري انت يا شكريدة من رجامة 4م3

» الوظيفة المنزلية..بين ضغوطات المفتش..وحيرة الاستاذ..وتهرب التلاميذ؟؟؟
» الغلاقة بين اليت و المدرسة
» المدرسة التي نريد
» التنصير في المدرسة الجزائرية.........حقائق وشهادات حية؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!
» بطاقة تقييم التلميذ