اثار المعاصي على العبد

الله الرحمن الرحيم

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ذا فصل مختصر من كتاب (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله، والكتاب غني عن التعريف.
اختصرت ما يتطرق للمعاصي وأضرارها، وأوردتها في أرقام متسلسلة كما سيقت؛ لترتيب النقاط ولتيسير القراءة والاطلاع. ذلك بعد أن وقع الكتاب بين يدي، ووفقت على هذا الفصل،
وجدت فيه الخير الكثير، والرادع القوي، أحببت حب الخير لأخواتي
الله من وارء القصد.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

نجمة

يقول الإمام رحمه الله:

للمعاصي من الآثار القبيحة المذمومة المضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة، ما لا يعلمه إلا الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

01. حرمان العلم. فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تطفئ ذلك النور.

02. حرمان الرزق. وفي المسند (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه).
. 03وحشة يجدها العاصي في قلبه لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلا، لو اجتمعت له لذات الدنيا بأسرها لم تفِ بتلك الوحشة.
ذهذا أمر لا يحس به إلا من في قلبه حياة، وما لجرُحٍ بميتٍ إيلامُ.
04. الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس لا سيما أهل الخير منهم.
تقع بينه وبين امرأته وولده وأقاربه، وبينه وبين نفسه، فتراه مستوحشا من نفسه.
قال بعض السلف: إني لأعصي الله فأرى ذلك في خلق دابتي وامرأتي.
. تعسير أموره.
06. ظلمة يجدها في قلبه، حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم.
07. أن المعاصي توهن القلب والبدن.
08. حرمان الطاعة.
.09 أن المعاصي تقصّر العمر وتمحق بركته.
10. أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعضا،
تى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها،
ما قال بعض السلف: إن من عقوبة السيئة السيئة بعدها،
إن من ثواب الحسنة الحسنة بعدها.
11. أنها تضعف القلب عن إرادته،-وهو من أخوفها على العبد-
تقوى إرادة المعصية وتضعُف إرادة التوبة شيئا فشيئا،
لى أن ينسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية.
12. أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة.
لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له ولا كلامه فيه.
13. أن كل معصية من المعاصي، فهي ميراث عن أمة من الأمم التي أهلكها الله عز وجل.
العلو في الأرض والإفساد ميراث فرعون وقومه. واللوطية ميراث قوم لوط. وهكذا
14. أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
ال الحسن البصري: هانوا عليه فعصوه، ولو عزوا عليه لعصمهم.
إذا هان العبد على الله لم يكرمه أحد،
ال الله تعالى في سورة الحج: (ومن يهن الله فماله من مكرم).
15. أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه،
ذلك علامة الهلاك.
16. أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه،
يحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم.
17. أن المعصية تورث الذل فإن العزّ كل العزّ في طاعة الله تعالى،
ال تعالى في سورة فاطر: (من كان يريد العزة فلله العزة جميعا).
ي فليطلبها بطاعة الله فإنه لا يجدها إلا في طاعته.
ال الحسن البصري: ... فإن ذل المعصية لا يفارق قلوبهم
بى الله إلا أن يذل من عصاه.
18. أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نورا والمعصية تطفئ نور العقل.
19. أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من المغفلين،
كما قال تعالى في سورة المطففين: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)
20. حرمان دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ودعوة الملائكة فإن الله سبحانه أمر بنيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.
21. ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب، وهو أصل كل خير،
وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه.
وفي الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "الحياء خير كله"
وقال: "ومما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحِ فصنع ما شئت".
22. أنها تستدعي نيسان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه، وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة.
قال تعالى: (يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد
واتقوا الله إن الله خبير بما تعلمون * ولا تكونوا كالذين نسوا الله
فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون)
23. أنها تزيل النعم وتحل النقم،
فما زالت عن العبد نعمة إلا بسبب ذنب، ولا حلت به نقمه إلا بذنب،
كما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبة.
وقد قال تعالى: وما أصبكم من مصيبة فما كسبت أيدكم ويعفوا عن كثير).
24. أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه،
فلا يزال مريضا معلولا لا ينتفع بالأغذية التي بها حياته وصلاحه،
فإن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان.
فأين هذا من نعيم من يرقص قلبه طربا وفرحا وأنسا بربه واشتيقا إليه وارتياحا بحبه وطمأنينة بذكره؟
حتى يقول بعضهم: مساكين أهل الدنيا خرجوا منها وما ذاقوا لذيذ العيش فيها، وما ذا قوا أطيب ما فيها.
ويقول الآخر: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه لجالدونا عليه
بالسيف. ويقول الآخر: إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة.
فيا من باع حظه الغالي بأبخس الثمن، وغبن كل الغبن في هذا العقد وهو يرى أنه غبن، إذا لم تكن لك خبرة بقيمة السلعة فاسأل المقومين،
فيا عجبا من بضاعة معك، الله مشتريها، وثمنها الجنة، والسفير الذي جرى على
يده عقد التبايع وضمن الثمن عن المشتري؛ هو رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقد بعتها بغاية الهوان.
انتهى

خل الذنوبَ صغيرها وكبيرهــا ذاك التُّقـــى
واصنـع كمــــــــاشٍ فوقَ أرضٍ الشوك يحذرُ ما يرى
لاتحرقـــــــنَّ صغيرةً إنَّ الجبـال مـن الحصـى

غ/ س

بسم الله الرحمان الرحيم
جزاك الله خيرا أخي سعد على هذا الجهد
فقط لوغيرت لون الخط فهو لا يظهر جيدا خاصة وأن خلفية المنتدي من نفس اللون
بارك الله فيك

بارك الله فيك يا الغالي على المواضيع الهادفة
و جزاك الله كل الخيرات

الســــــــــــــــــــلام عليــــــــــــــــــــــــــــــــكم جميعا
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
اخي بوعافية شكرا لمرورك الطيّب وردّك العطر
اما الخلفية فهي سوداء ولست ادري سب اختفائها
و اذا استمر الحال فسوف اعدل الصفحة
فراولة

» لأنني أحبكــــــــــــــــم....إحذرو المعاصي