منتديات روسيكادا للرياضيات
¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 9dlmed8bbhas
منتديات روسيكادا للرياضيات
¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 9dlmed8bbhas
منتديات روسيكادا للرياضيات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
طرح مشاكلك وصعوباتك في المنتدى.مع دكر اسمك المسجل به ادا كنت عضوالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
CHEKRIDA
....
....
CHEKRIDA


ذكر
CHEKRIDA RABAH
المساهمات 6883
العمر : 59
الوظيفة : أستاذ رياضيات
مزاجي : عادي والحمد لله
البلد : سكيكدة
رقم العضوية : مؤسس المنتدى
. : ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ Promat11
. . : 6429
تاريخ التسجيل : 04/02/2008

بطاقة الشخصية
بسيط01: 10

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ Empty
مُساهمةموضوع: ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤   ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ I_icon_minitimeالأحد مايو 30, 2010 12:36 pm

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤
المـواعـظ سياط تـضرب بها القلوب , فتـؤثر فى القلوب كتأثير
السياط فى البدن, والضرب لا يؤثر بعد انقضائه كتأثيره فى حال وجوده , لكن
يبقى اثـر التألم بحسب قوته وضعفه ,فكلما قوى الضرب
كانت مدة بقاء
الألم اكبر.

كان كثير من السلف إذا خرجوا من مجلس سماع الذكر خرجوا
وعليهم السكينة والوقارُ ,فمنهم من كان لا يستطيع ان ياكل طعاما ً عقيب ذلك
ومنهم من كان يعمل بمقتضى ما سمعه مدة,أفضل الصدقة
تعليـم جـاهـل ,أو إيـقـاظ غـافل
,
مـا وصـل المستثـقـل فى نـوم الغـفـلة بأفـضـل من
ضـربه بسيـاط الموعـظة ليستيـقـظ.
المـواعظ كالسيـاط تقـع على نيـاط القلـوب ,فمن آلمتـه
فصـاح فلا جنـاح ,ومن زاد ألـمه فمـات فدمـه مبـاح.
قـضـى الله فى القتـلى قِصـاص دمـائـهـم
*...* ولكـن دمـاءُ العـاشقــين جُبـارُ(هدر)

وعـظ عبـد الـواحـدبن زيـد يـوما
ً ,فصـا ح بـه رجـل: يـا ابـا عبيـدة ,كـفَّ فقـد كشفـت بالموعظـة قنـاع
قلبي , فاتمَّ عبد الواحـد موعـظته فمــات الرجــل .[/size]
صـاح رجل فى حلقة الشبلى فمـات
,فاستعـدى اهله على الشبلى إلى الخليفـة ,فقـال الشبلي : نفسٌ رنت (صـاحت)
فحنتْ فدعيت فأجـابت ,فمـا ذنب الشبلي؟
فكر فى أفعـاله ثم صـاح *..* لا خيـر فى
الحــب بغـير افتـضـاح
]
قـد جئتكـم مستـأمنـا ً فارحمـوا *..* لا
تـقـتلـونى قـد رميـت السـلاح

إنمــا يصـلح التـأديب بالســوط من صحيـح البـدن , ثـابت
القـلب , قوى الذراعين, فيـؤلم ضـربه فيـردع ,فـأما من هـو سقيـم البـدن لا
قـوة له ,فمـاذا ينفـع تاديبه بالضــرب.
كان الحـسنُ إذا خـرج إلى النـاس
فكـأنه رجـل عـاين الآخــرة, ثم جـاء يخبر عنها وكانوا اذا خرجوا من عنده
خرجوا وهم لا يعدون الدنـيا شيئا ً , وكان سفيـان
الثورى
يتعزى بمجـالسـة عن الدنيـا , وكان أحمد
لا تـذكـر الدنيـا فى مجـالسه , ولا تـذكـر عنده ,
قـال بعـضهـم
: لا تنـفع المـوعظة إلا إذا
خـرجـت من القـلب , فإنـها تـصـل إلى القـلب ,فأمـا إن خرجـت من اللسـان
,فإنـها تـدخـل من الأذن , ثـم تخـرج من الأخرى .

قـال بـعض السـلف: إن العـالم إذا لـم يـرد بمـوعظته وجـه الله تعالى زلـت
موعـظته عن القـلوب كما يـزل القـطر عن الصـفـا.

كان يحيى بن معـاذ يُنشد فى
مجـالسـه:
مـواعـظ الواعـظ لـن تقـبـلا *..* حتى تـعيهـا نـفسـه
أولا

يا قـومـ مـن أظـلمـ من واعـظ *..*
خـالـف مـا قـد قـاله فى المَلأ

أظـهـر بين النـاس إحســانـــه *..*
وبـارز الـرحـمـان لما خـلا

العالـم الذى لا يعـمل بعـلمه مثـله
كمثـل المـصـبـاح ,يضىء للنـاس , ويحـرق نـفـسه
,قال أبـو العتـاهيـة :
وبـخـت غيــرك بالعـمى فآفدتـه *..*
بـصـرا ً وأنت مــحســن لعـمـاكا

وفتيــلة المــصبـاح تـحرق نفسـها *..*
وتضيءُ للأعشى وأنـت كـذا كــا

المواعـظ تـريـاق الذنـوب ,فلا
ينبغى أن يسـقى التـريـاق إلا طبيـب حـاذقُ معـافى .
فأمـا لـديـغ الهـوى فهو إلى شـرب التـريـاق أحوج من أن
يـسـقيـه لغيـره.
فى بعض كـتب السـا لفـة : إذا
أردت أن تـعـظ النـاس فعـظ نفـسـك , فإن تعظـت ,وإلا فاستحي منى .
وغـيـر تقي يـأمـر الناس بالتقى *..*
طبـيب يـداوى النـاس وهـو سقـيمـ

يـا أيـها الرجـل المـقـومـ غيـره *..*
هلا لنـفسك كـان ذا التـقويــمـ

فابـدأ بـنـفـسك فانههـا عن غـيها *..*
فإن انتـهـت عنـه فأنـت حـكيمـ

فهناك يقـبل مـا تقـول ويقـتدي مثلـه
*..* بالقـول منـك وينفـع التعليمـ

لا تنـه عن خُـلق وتأتي مثـلــه *..*
عــار عـليك إذا فـعلت عـظيـمـ

لمـا جـلس عبـد الواحـد بن زيـد للوعـظ
أتتـه امرأة ُ من الصالحـات فانشدتـه:
يــاواعـظـا قــامـ لاحتــسـاب *..*
يـزجــر قــومـا ً عن الذنـوب

تنهـى وأنـت المـريـض حــقـا ً *..* هذا
من المـنـكـر العجيـــــب

لـو كنـت أصلـحت قبـل هــذا *..* عيـبـك
أو تـبـت من قـريـب

كــان لمن قلـت يـا حبيـبــــي *..*
مــوقـعُ صــدق من القـــلوب

تنهـى عن الغـي والتـمــــادي *..* وأنت
فى النهي كــا لمــــريب

لما حـاسب المتـقون أنفسـهم خـافوا من عـاقبة الوعـظ
والتـذكـير ,قـال رجل ٌ لابن عبـاس: أريد أن
آمـر بالمعروف وأنهي عن المنـكر فقال له: إن لـم تخش أن تفضحـك هذه
الآيــات الثـلاثُ فافعـل ,وإلا فبدأ بنـفسـك ,
ثـم تـلا :{أتأمـرون النـاس بالبـر
وتنسـون أنفسـكم}
وقـوله تعالى: ** لـم
تـقـولـون مـا لا تفـعلون كـبر مقتـا ً عنـد الله أن تـقـولوا ما لا
تفـعلون}
وقوله حكاية عن شعيب - عليه السلام - : ** ومـا أريـد أن أخـا لفكم إلى مـا أنهـاكم عنه }
قال النـخعى : كانوا يـكـرهـون
القـصص , لهذه الآيات الثلاث .
قيـل لمورق العجلي :ألا تعـظ
أصحـابك؟ قال : أكـره أن أقول ما لا أفـعل . تقـدم بعـض التـابعين ليـصلى
بالنـاس إمـاما ً ,فالتفت إلى المأمومين يـعدل الصـفوف , وقال: استقيـمـوا
,فـكـرْت في نفسـى,فقلـت لهـا :فأنت, هـل استقـمت مع الله طـرفة عين؟
ماكـل من وصـف الدواء يستعمله *..* ولا
كل من وصـف التقى ذو تـقي

وصفت التقـى حتـى كأنى ذو تـقـى *..*
وريـح الخـطـايا من ثيابى تعبــق

ومـع هذا كـله فلابد للنـاس من
الامـر بالمـعروف والنهـى عن المـنكـر ,والوعـظ والتـذكـير ,ولو لــم يعـظ
النـاس إلا معـصومٌ

من الزلـل ,لم يعـظ بعد رسـول الله
صلى الله عليه وسلم أحدٌ ,لأنه لا عصـمة لأحد من بعــــده.

لئـن لـم يـعـظ العـاصين من هو
مـذنـبٌ *..* فمـن يـعـظ العـاصين بعـد مـحمــد

وروى ابن أبى الدنيا بإسناد فيه ضـــعف ,عن أبى هريرة ,عن
النبى صلى الله عليه وسلم ,قال:"مـروا بالمـعروف
وإن لم تعملوا به كلـه ,وإنهوا عن المنـكر وإن لم تنتهوا عنه كله"

وقيـل للحسن:إن فلانا ً لا يعـظُ
,ويقول :أخـاف أن أقول ما لا أفعل .فقال الحسن:وأينا
يفعل مـا يقـول؟ود الشيـطـان أنه قد ظفـر بهـذا ,فلم يأمـر أحدٌ بمعـروف
,ولم ينـه عن منـكر ,وقال مالك,عن ربيعة :قال سعيد بن جبير:لـو
كـان المـرء لا يـأمـربالمعروف ولا ينهى عن المنـكـر حتى لا يكون فيه شىء
,ما أمـر أحد بمعـروف ولا نهى عن منـكـر , قال مالك :وصـدق ,ومن ذا الذى ليس فيه شىء؟!
مَنْ ذا الذى مــــا ســــــاء قط *..*
ومن لـــه الحُســـنى فـــقــــــط

خطـب عمــرُ بن عبد العزيز –رحمه
الله- يوما ً ,فقال فى موعظته :إنى لأقول هذه المقالة وما أعلم عند أحد من
الذنــوب أكثر مما اعلم عندى, فأستغفــر الله وأتــــوب إليه.
وكتب إلى بعض نوابه على بعض الأمصـار كتاباً يعظه فيه ,فقال
فى آخره :وإنى لأعظك بهذا ,وإنى لكثــيرُ الإســراف على نفسى ,غيـرُ
محكــم لكثير من امرى , ولو أن المـرء لا يعـظُ أخـاه حتى يحكمَ نفسه ُ
إذاً لتــواكـل الناس الخيــر , وإذاً لـرفع الأمـرُ بالمعـروف والنهى عن
المنـكر , وإذاً لاستحـلت المحـارمُ ,وقل الواعظــون والسـاعون لله
بالنصيــحة فى الارض ,فإن الشيطـان واعوانه يودون أن لايأمـر أحد بمعـروف
ولا ينهى عن منـكر ,وإذا أمـرهم أحدٌ أو نـهاهُم عابـوه بما فيه وبما ليس
فيه كمــا قيــل :
وأُعلنت الفــواحشُ فى البــوادى *..*
وصــار النــاس أعـوان المــريب

إذا مـا عـبـتـهـم عابـوا مقـالى *..*
لما فى القـوم من تلك العيــوب

وودوا لو كـفـفـنا فاسـتـويـنـا *..*
فصــار الناس كالشىء المـشـوب

وكـنا نسـتطبإذا مــرضـنــا *..* فـصــار
هـلاكـنا بيــد الطــبيـب

كان بعض العلمـاء المشهورين له مجـلس للوعـظ ,فجـلس فيه
يومـا ًفنـظر إلى من حوله وهم خلق كثـير ,وما منهم إلا من قد رق قلـبه أو
دمـعت عينـه, فقال لنفسه فيما بينه وبينهـا : كيـف بك إن نجــا هؤلاء
وهلـكت انت؟ثم قال فى نفسـه : اللهم ,إن قضيـت على غداً بالعذاب فلا تعلـم
هؤلاء بعـذابى ,صيانة لكـرمك لا لأجلى لئلا يقال :عذب من كان فى الدنيـا
,يدل عليه. يا إلهى! قد قيـل لنبيك صلى الله عليه وسلم :اقتل ابن أُبى
المنـافق ,فقال : لا يتحدث الناس أن محـمداً يقتل أصحـابه,,فامتنع من عقابه
, لما كان فى الظاهر ينسب إليه , وأنا على كل حال فإليك أنسبُ .
زورَ رجـل شفاعة إلى بعض الملوك على لسان بعض أكـابرالدولة
,فاطلع المزور عليه على الحال ,فسعى عند الملك فى قضاء تلك الحـاجة ,واجتهد
حتى قضيت ,ثم قال للمزور عليه :ماكنا نخيب من علق أمله بنا ,ورجا النفع من ..............جهتها
.................................................
إلهى ! فأنت أكـرم الأكــرمين
,وأرحم الـراحــمـين ,فلا تخيب من علق أمـله ورجـاءَهُ بك ,وانتسـب إليك
,ودعـا عبـادك إلى بابك وإن كان متطـفلاً على كـرمِك ,ولم يكن أهلاً
للسمسرة بينك وبين عـبادك لكنه طمـع فى سـعـة جـودك ,وكـرمـك, فأنت أهل
الجــود والكـرم ,وربما استحيـا الكــريم من رد من تطـفل على سمــاط كــرمه
إن كنـت لاأصـلـح للقــرب *..* فشــأنكمـ صـــفـح عن الذنـــب

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 777758
من كتــاب لطائـف المـعارف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mat21.yoo7.com
GHALI 14
 
GHALI 14


ذكر
أحد ركائز المنتدى
المساهمات 1641
العمر : 50
الوظيفة : مستشار للتربية
مزاجي : نشيط
البلد : تيارت
رقم العضوية : 002
. . : 5747
تاريخ التسجيل : 01/01/2009

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤   ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ I_icon_minitimeالأحد مايو 30, 2010 8:52 pm

اللسان ليس عظاماً .. لكنه يكسرالعظام
قطرة الماء تثقب الحجر .. لا بالعنف .. ولكن بتواصل السقوط
ـــــــــــــــــــــ

من وعظ أخاه سراً فقد نصحه .. ومن وعظه علانية فقد فضحه
ـــــــــــــــــ
لقمان والموعظة
لقمان من الشخصيات القرآنية التي سكت القرآن عن بيان نسبه،
وزمنه، وتوصيف معالم شخصيته، كما أغفل القرآن أيضاً ذكر اسم ابنه الذي وعظه.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
والذي ذكره المفسرون ـ في أرجح الأقوال ـ أن لقمان كان
عبداً صالحاً ولم يكن نبياً، ولكن الله آتاه الحكمة، فقال تعالى: ولقد
آتينا لقمان الحكمة أن أشكر لله ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن
الله غني حميد 12 / لقمان.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
والحكمة التي آتاها الله لقمان هي: الإصابة في القول،
والسداد في الرأي، والنطق بما يوافق الحق.. وليس المقصود بها النبوة.
وقد أشاد الله في كتابه الكريم بفضل من يؤتى الحكمة فقال
الله تعالى:يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً وما
يذكر إلا أولو الألباب آية 269 / البقرة.


وقد ذكر الله تعالى على لسان لقمان من حكمه وصاياه لابنه،
وهي:


وصايا ومواعظ جامعة تفيض بالحكمة، تتعلق بالعقيدة والعبادة
والسلوك والأخلاق والذي يعنينا من تلك الوصايا ـ بعد دراستها ـ هو تبصر
ملامح التربية الإيمانية والسلوكية فيها، لأنه الغرض من سياق القصة
القرآنية عموماً، وهو الوقوف على مواطن العبرة والعظة فيها لتكون هداية
للناس ومنهاجاً يحذوه الآباء والمربون في تربية أبنائهم. قال الله
تعالى:لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب 111/يوسف.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
مقدمات بين يدي المواعظ:
أولاً: هذه الوصايا هي في واقع الأمر [ مواعظ ] كما جاء
التعبير القرآني عنها قال الله تعالى:وإذ قال لقمان لابنه وهو يعظه
13/لقمان.


والوعظ هو: ( الزجر المقترن بالتخويف )، والتخويف والترهيب
يعتبران من مقومات التربية السليمة للأبناء، إذ التربية تقوم على أصلين
هما: [ الترغيب، والترهيب].

فتخويف الأبناء ـ وعظاً ـ من عواقب الأمور ونتائج الأعمال
السيئة يعتبر تربية سليمة. فقد خوف الله عباده من عقابه وسوء أعمالهم
ليحملهم على الإيمان والعمل الصالح. والآيات التي تشير إلى هذا كثيرة في
القرآن الكريم.

وخوف الأبناء من العواقب والمصائر يعد ظاهرة صحية ودلالة
وعي عندهم تحفز دافعيتهم، وتسدد أعمالهم وتقوم اعوجاج شخصياتهم، وترفع من
مستوى أدائهم وانضباطهم، والذي يجب أن يحذر منه إنما هو الخوف السلبي عند
الأبناء كخوفهم من ظلام الليل وبعض الهوام والأصوات ونحوها، لما يتركه من
أثر نفسي في الشخصية.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
ثانياً: وفي هذه المواعظ نرى لقمان الأب يقوم بواجب
التربية نحو ابنه ويضطلع بمسؤوليته نحوه ـ شفقة ورحمة به ـ لتنشئته على
الخير والصلاح، ويضع أمام الآباء نموذجاً صالحاً لما يجب أن تكون عليه
علاقة الأب بابنه، وهو الواجب الذي أغفله بل أسقطه كثير من الآباء من
حساباتهم اليوم تجاه أولادهم يقول الحق ـ سبحانه وتعالى ـ مؤكداً هذا
الواجب : يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس
والحجارة … 6 / التحريم، ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ :( كلكم راع
وكلكم مسؤول عن رعيته ) متفق عليه، ولا يخفى على ذي لب أن منشأ البر هو
قيام هذه الرابطة بين الآباء والأبناء والتي لحمتها حرص الآباء على رعاية
أبنائهم وتوجيههم ونصحهم.

وكذلك نجد لقمان ـ من خلال مواعظه ـ يضع ابنه أمام
واجباته، ومسؤولياته، ويعرفه بها، ويحفزه ـ وعظاً ـ على الاهتمام بها،
والقيام بشأنها وذلك لينمي فيه حس المسؤولية والاضطلاع بها.وغير خافٍ على
الآباء أهمية تربية حس المسؤولية لدى الأبناء، إذا أردنا لهم تسجيل نجاحات
في حياتهم.


ثالثاً: وإذا كان الله وهب لقمان الحكمة وهي: ( الإصابة في
الأمور ) فإن مجموع المواعظ التي اختارها لقمان في وعظ ابنه هي من فيض
الحكمة لأنها قول الحكيم وأثر حكمته. وإذا كانت من الحكمة فيجب الأخذ بها
وتنشئة الأبناء عليها.

ومن جانب آخر يجب على الداعية والمربي سلوك مسالك الحكمة
في دعوته وتوجيهه ونصحه وإرشاده باختيار الموعظة المناسبة في الوقت
المناسب وبالأسلوب المناسب ليحمل المتلقي على الاستجابة. قال الله
تعالى:أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن
125 / النحل.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
دلالات المواعظ:
1 ـ كان أول جانب ركز عليه لقمان في وصيته لابنه هو ( قضية
التوحيد ) حفاظاً على فطرته الإيمانية التي فطره الله عليها فطرة الله
التي فطر الناس عليها 3 / الروم.

فحذره أن يلوث هذه الفطرة النقية بالشرك مع الله فقال له:
يا بني لا تشرك بالله ، وبين له خطورة الشرك وعاقبته إن الشرك لظلم عظيم
لما فيه من التعدي ومجانبة الحق. وهكذا نجد لقمان بحكمته قرن النهي بعلته
وحكمته ليكون أدعى إلى الاستجابة في نفس ابنه فيبتعد عن الشرك وعمله لما
يدرك خطورته وعواقبه.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
كما أن أسلوب التحذير من الفعل قبل الوقوع هو من أرقى
الأساليب التربوية إذ التربية ربط وتحذير والتحذير من الشيء قبل الوقوع فيه
والابتعاد عنه أسهل من قلعه وإزالته بعد الوقوع فيه، كما أن الحفاظ على
طهرة النفس ونقاء الفطرة وصفاء العقيدة عامل قوي في تشكل الشخصية تشكلاً
سوياً بعيدة عن المؤثرات والرواسب السابقة، إذ لا يخفى عليك ما تتركه
الانطباعات السابقة من آثار نفسيةٍ في الشخصية يصعب محوها وإزالتها.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
ولعله لم يفتك التنبه إلى أسلوب التلطف والتودد من لقمان
لابنه وهو يخاطبه [يا بني] شفقة به ومحبة له وهو ما يحفز الابن على
الاستجابة، كما في هذا الأسلوب من الخطاب استمالة للابن لاستماع ما يلقى
إليه على أنه يخصه ويعينه وفيه إشعار الابن بالاهتمام به.


وكذلك فإن النصيحة حيث جاءت من الأب لابنه فهي نصيحة غير
متهمة مبرأة من كل شائبة لا يقصد بها إلا الخير ومصلحة الابن؛ وهذا مؤثر
نفسي كبير يحمل الابن على قبول النصيحة والعناية بها.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
2 ـ ثم جاء الأسلوب القرآني بعد ذلك ليوجه الاهتمام نحو
أمر عظيم وهو من أوجب الواجبات علينا بعد توحيد الله ـ تعالى ـ وطاعته وهو
شكر الوالدين والإحسان إليهما قال الله تعالى: ووصينا الإنسان بوالديه ،
ولفت الأسلوب القرآني نظر الأبناء إلى ما تعانيه وتقاسيه الأم أثناء الحمل
والولادة حملته أمه وهناً على وهن أي ضعفاً على ضعف إذ الأم تبقى متعبة
ضعيفة طيلة مدة الحمل إلى الولادة، وقد لفت الأسلوب القرآني نظر الأبناء
إلى ما تقاسيه الأم أثناء الحمل ليستدر عطفهم نحو أمهاتهم؛ ولا يخفى ما في
هذا الأسلوب من إيجابية في إثارة العاطفة وتوجيه السلوك وما أروع الأسلوب
القرآني بعد هذا وهو يعلمنا قيمة أخلاقية راقية وهي:

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
الشكر على النعمة والوفاء بالجميل قال الله ـ تعالى ـ
موجهاً أن اشكر لي ولوالديك فأوجب علينا شكر الله على نعمه وشكر الوالدين
على الرعاية والتربية.

ثم بين الله لنا بعد ذلك منزلة الوالدين ووجوب الإحسان
إليهما ـ وإن كانا كافرين جزاء وفاقاً لأيام الرعاية في الطفولة ـ بشرط عدم
الاستجابة إلى مطالبهما وإن أجهدا نفسيهما ليحملا الابن على الإشراك
بالله ـ تعالى ـ، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق على أن طاعة
الوالدين تأتي بعد تحقيق طاعة الله ـ تعالى ـ، لكن عدم الاستجابة لمطلبهما
لا يلزم عنه ترك صحبتهما بالمعروف بالبر والإحسان والصلة ويصور الله لنا
هذا الخط الفارق بين الحالتين في قوله تعالى:وإن جاهداك على أن تشرك بي ما
ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبها في الدنيا معروفاً، وفي هذا الأسلوب
تقرير لمبدأ الطاعة بالمعروف لا لمطلق الطاعة العمياء، وفيه تعليم للأبناء
الموازنة بين الأمور وترجيح المصلحة العليا منها.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
3 ـ ثم وجه الأسلوب القرآني نظرنا بعد ذلك إلى التزام
الصحبة الطيبة، واتباع سبيل المؤمنين الذين رجعوا إلى الله ـ تعالى ـ
بالتوبة والعمل الصالح قال الله ـ تعالى ـ:واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي
مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ولا يخفى أثر الصحبة الطيبة في شخصية
الأبناء إذ الطبع يسرق من الطبع، والمرء على دين خليله، يقلد تصرفاته،
ويسلك مسالكه.

وفي الأمر باتباع سبيل المؤمنين نهي وتحذير عن تقليد
الكافرين والفاسقين وسلوك طريقتهم إذ هناك فرق بين الاتباع والتقليد،
فالاتباع يكون على بصيرة ونور بدليل أن الله بصر المتبع سبيل الاتباع فقال ـ
الله ـ تعالى: واتبع سبيل من أناب إلي .

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
أما التقليد فغالباً ما يكون أعمى على غير هدى وتبصر.
والتقليد الأعمى لآبائية أو قومية أو جماعة.. هو من أخطر الإصابات العقلية
التي تصيب الشخصية وتعطل آلية التفكير فيها، وهو ما يجب الانتباه إليه
وتحذير الأبناء منه.

هذا وقد ذهب كثير من المفسرين إلى أن هذه التوجيهات من
قوله تعالى:ووصينا الإنسان بوالديه
إلى قوله تعالى: بما
كنتم تعملون هي ليست من وصية لقمان وإنما هي من الله ـ تعالى أحكم
الحاكمين جاءت لمناسبة لعلها لتكمل الصورة أمام الآباء في تربية أبنائهم.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
4 ـ رأى لقمان أن السبيل الأوحد ليحافظ ابنه على تلك
المواعظ ويعمل بها هو أن يغرس في نفسه مراقبة الله ـ تعالى ـ لتبقى هذه
الرقابة الحية في ذاته حارساً لإيمانه ورقيباً على أعماله، توقظه عند
الغفلة، وتحميه من الزلة.

ولكن كيف ربى لقمان في ابنه هذا الوازع الديني؟ لنستمع
إلى لقمان وهو يعظ ابنه: يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة
أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير.

ومن خلال هذا التمثيل الرائع وجه لقمان ابنه إلى أن الله
مطلع عليك يراك ويعلم كل أحوالك وما يجرى منك من صغيرة أو كبيرة لا تخفى
عليه خافية في السموات والأرض، فالله يعلم حبة الخردل الصغيرة ـ وهي من
أصغر الحبوب ـ سواء كانت مخبوءة داخل صخرة أو في أيِّ موضع من السموات
والأرض يعلم الله مكانها ويقدر على الإتيان بها.

وعن طريق هذا التمثيل البلاغي من خلال هذه الصورة المادية
المحسوسة التي صورها الأب لابنه استطاع لقمان أن يغرس في ابنه الشعور
برقابة الله ـ تعالى ـ ويربي في نفسه وازعاً قوياً يبقى الرقيب الدائم
والواعظ المصاحب في ذاته.

فما أروع هذا الأسلوب التعليمي التربوي ـ في مخاطبة
الوجدان ـ حيث استطاع لقمان الحكيم غرس المعاني عن طريق عرض المادي
المحسوس، لينمي عند ابنه حسَّ الرقابة الذاتية.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
5 ـ وإدراكاً من لقمان لأهمية الصلاة ومكانتها فقد وجه
ابنه بتلطف إلى أداء الصلاة والمحافظة عليها فقال له: [يا بني أقم الصلاة]
فالصلاة هي الرابطة بين العبد وربه يستمد منها قوة الإيمان ويتزود بها من
التقوى والعمل الصالح.

وهذا من لقمان انتقال بابنه من أسلوب التحذير إلى أسلوب
الربط .. وفي ربط الأبناء بأداء الصلاة مع الحضور والخشوع فيها إشباع لحظ
الروح من الخواء الروحي الذي أصاب الجيل اليوم.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
6 ـ ثم أمر لقمان ابنه أن يقوم بواجب النصح والدعوة إلى
الله ـ تعالى ـ نحو أبناء مجتمعه عن طريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
ـ حصن الدين وسياجه ـ فقال له: [ وأمر بالمعروف وانه عن المنكر ] والغرض
تعريف ابنه ببعض واجباته الدينية تجاه مجتمعه ليبني عنده الاتجاه الإيجابي
ويعلمه تحمل المسؤولية والقيام بشأنها، فالمجتمع الإسلامي كالجسد الواحد
إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ولا يخفى ما في هذا
التوجيه من تربية لحس المسؤولية عند ابنه تجاه الجماعة التي ينتمي إليها
وبناء روح المشاركة الإيجابية مع الجماعة.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
هذا وقد جاء طلب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر منه
لابنه متوسطاً بين الصلاة والصبر، لأن الصلاة هي الباعث المحرض للمؤمن على
القيام بواجب النصح للغير أما الصبر فهو لازم للاستمرار والثبات على هذا
الواجب.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
ولا شك أن من يقوم بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تلحقه مضرة توجب عليه توطين نفسه على الصبر، وتحمل الأذى؛ ليضمن استمرارية
الثبات على الحق والدوام عليه. ومن هنا جاءت وصية لقمان لابنه: [واصبر
على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور] بعد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
تربية للإرادة على ضبط النفس والانفعال وتحمل أذى الغير.

ولا تخفى الجوانب التربوية في توجيه الأبناء نحو الصبر؛
إذ الصبر من لزوميات الحياة يستمد منه المسلم قوته ومقومات ثباته ليستمر في
تحقيق أهدافه، ويصمد مع مبادئه، كما في الوصية بالصبر حث على التعامل مع
المواقف والأحداث والمصائب بإيجابية وقوة إرادة.

فلنحرص على تربية أولادنا على الصبر وضبط النفس والتعامل
مع المواقف بإيجابية إذا أردنا لهم تحقيق أهدافهم إذ الهيجان والانفعال
يحرق الأهداف ويخرج الشخصية عن اتزانها وصوابها.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
هذا ولما كانت الصلاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
والصبر على المصائب، تكاليف شاقة لا يقدر عليها إلا أصحاب العزائم،
والإرادة القوية، جاء ختم هذه الوصايا بأنها: (من عزم الأمور ) أي من
الأمور الواجبة التي لا رخصة للمسلم في تركها، ويجب بذل الجهد، ومجاهدة
النفس، وتحمل المشاق للقيام بشأنها.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
7 ـ ثم حذر لقمان ابنه من خصلة مذمومة عند الله والناس
فقال وهو يعظه: [ ولا تصعر خدك للناس ] أي لا تمل وجهك وتعرض عن الناس
تكبراً، [ ولا تمش في الأرض مرحاً ] أي خيلاء إعجاباً بنفسك [ إن الله لا
يحب كل مختال فخور ] متكبر متعاظم.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
والنهي عن الشيء أمر بضده فحيث نهى لقمان ابنه عن التكبر
فقد أراد بذلك أن يغرس في نفس ابنه قيمة أخلاقية ممدوحة وهي: [ خلق
التواضع ]، وليس بخاف على أحد رذيلة التكبر وفضيلة التواضع عند الله
والناس، فإن أول سقوط وإصابة للنفس كانت بسبب التكبر والاستعلاء من
الشيطان الرجيم حيث أمره الله ـ تعالى ـ بالسجود لآدم تكريماً فأبى تكبراً
وقال غروراً: [أنا خير منه] 12/الأعراف فطرد من رحمة الله.

وبذلك كان التكبر أكبر ذنب يقترفه الإنسان ويحجبه عن دخول
الجنة. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: [لا يدخل الجنة من كان في
قلبه مثقال ذرة من كبر] رواه مسلم، وإنما جاء التأكيد من لقمان لابنه على
ذم التكبر والتحذير منه دون غيره لما يجره بعده من الشرور والآثام إذ هو
أصل كل شر ورذيلة.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
8 ـ ثم لفت لقمان بعد ذلك نظر ابنه إلى أمور سلوكية تتعلق
باتزان الشخصية وكمالها وهي: (أدبه في السير والحديث)، فوجهه إلى التوسط في
مشيته والاعتدال في سيره بين الإسراع والبطء فقال له: [واقصد في مشيك ]
إذ الإسراع في السير يذهب بهاء الإنسان، والبطء يشعر بالضعف، كما في
الوصية إشارة مؤكدة لما سبق من نبذ التكبر والتحلي بالتواضع أي لا تمشِ
مشية المتكبر كما قال الله ـ تعالى ـ:ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق
الأرض ولن تبلغ الجبال طولاً ** كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً 38 /
الإسراء. ثم وجه لقمان ابنه إلى أدب الحديث والخطاب فقال له واعظاً:
[واغضض من صوتك] أي اخفض منه أثناء الحديث والخطاب فلا ترفعه عالياً فإنه
لا يجمل بالعاقل، لأن من رفع صوته عالياً شابه الحمار في صوته المنكر: [إن
أنكر الأصوات لصوت الحمير ]. وفي غض الصوت أدب راق، وثقة بالنفس، وامتلاك
لناصية الكلمة، واطمئنان من الغير إلى صدق حديثه واعتدال مزاجه.

هذا ولا يخفى ما لهاتين الموعظتين من أثر تربوي في بناء
الشخصية المتزنة. فيحسن بالأبناء التحلي بهما والاهتمام بشأنهما، وعلى
الآباء ملاحظتهما في شخصية أبنائهم.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 18237
الأبعاد التربوية في مواعظ لقمان لابنه:
نلمح من مواعظ لقمان لابنه عدة أبعاد تربوية نجملها
بالتالي:

1 ـ استخدامه أسلوب الوعظ القائم على التحذير وتخويف عواقب
الأمور مما يثير دافعية الابن نحو ترك المنهي وفعل المأمور.

2 ـ استخدامه أسلوب التودد والتحبب في توجيه المواعظ لابنه
حيث ابتدأ خطابه له بقوله: [ يا بني ]، لاستمالته وإشعاره بالاهتمام به،
والشفقة عليه.

3 ـ التنويع في المواعظ بما يقيم الشخصية السوية المتكاملة
من كل جانب، فلا تفريط بجانب على حساب جانب آخر.

4 ـ استخدامه أسلوب [ التحذير والربط ] فقد حذره من الشرك
والتكبر وربطه بالصلاة والصحبة الطيبة.

5 ـ استخدامه أسلوب التعليل وبيان الحكمة للأوامر والنواهي
ليكون أدعى للاستجابة عند ابنه وشحذاً للتفكير المنطقي عنده.

6 ـ إثارة الجانب العاطفي ومخاطبة الوجدان ليحمله على
تقدير أمه والإحسان إليها حيث ذكره الأسلوب القرآني بما تقاسيه الأم طيلة
مدة الحمل إلى الولادة.

7 ـ الاهتمام بتربية الوازع الديني ـ الشعور برقابة الله
تعالى ـ ليبقى رقيباً على أعماله ويقوم اعوجاجها وهو ما ينمي عند الأبناء
حسَّ الرقابة الذاتية ومحاسبة النفس.

8 ـ تقريب المعاني عن طريق التمثيل بالمحسوس وذلك من خلال
الصورة المحسوسة التي عرضها لقمان لابنه والتي تدل على سعة علم الله
وقدرته بغرض حمل ابنه على مراقبة الله ـ تعالى ـ.

9 ـ تربية الإرادة وتوطين النفس على تحمل المكاره حيث
أوصاه [ بالصبر ].

10 ـ غرس القيم الأخلاقية النبيلة في شخصية ابنه كالشكر
على النعمة والإحسان واحترام الوالدين وبرهما، والتحلي بالتواضع.

11 ـ تكوين اتجاهات إيجابية عند ابنه من خلال دعوته للقيام
بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاه أبناء مجتمعه.

12ـ تنمية حس المسؤولية، والشعور بالواجب لدى ابنه، وذلك
من خلال تعريفه بواجباته ومسؤولياته الدينية والاجتماعية.

13ـ الاهتمام بالجوانب السلوكية حيث أرشده إلى آداب تتعلق
باتزان الشخصية [ كأدب السير والحديث ].

14ـ تعليم الأبناء الموازنة بين الأمور وتقديم المصلحة
الراجحة منها وذلك من خلال الموازنة بين الاستجابة لطاعة الوالدين في
المعصية أو الاستجابة لطاعة الله ـ تعالى ـ.

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 777758 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 777758 ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 777758
تلك هي بعض الأبعاد التربوية التي مرت معنا في ثنايا
الكلام والتي وفقنا الله ـ تعالى ـ للوقوف عليها من خلال مواعظ لقمان
لابنه.

نسأل الله أن يوفقنا والقارئ الكريم للاستفادة منها
والأخذ بها في تنشئة أجيالنا والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل والحمد
لله رب العالمين!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
بوعافية
.
.
بوعافية


ذكر
أحد ركائز المنتدى
المساهمات 1051
العمر : 60
الوظيفة : أستاذ
مزاجي : رائع
البلد : الجزائر ولاية المسيلة
رقم العضوية : 779
. :
¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ 7byaufx92nkb
¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ Fw3cw8mu17qj
¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ I0dskmvbczy7

. . : 2468
تاريخ التسجيل : 22/10/2008

¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ Empty
مُساهمةموضوع: رد: ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤   ¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤ I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 02, 2010 9:32 am

جـــــــــــــــــــــزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما
ما تركتما للإضافة موضعا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://mat21.yoo7.com
 
¤!||!¤المواعظ سياط تضرب بها القلوب¤!||!¤
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات روسيكادا للرياضيات ::  المنتدى الإسلامي :: 
شؤون إسلامية عامة
-
انتقل الى: