1051العمر : 60 الوظيفة : أستاذ مزاجي : رائع البلد : الجزائر ولاية المسيلة رقم العضوية : 779 . :
. : 2468 تاريخ التسجيل : 22/10/2008
موضوع: في ذكرى الإسراء و المعراج السبت يوليو 10, 2010 12:55 pm
وهاهي ذكرى الإسراء والمعراج تعود من جديد وتعود معها العبر ونستخلص منها ما يجب أن نتعبه ونستفيد منه ولعل اكبر قضية ترتبط بهذه الذكرى اليوم هي القدس والمسجد الأقصى
ولهذا لن أحدثكم اليوم (أو بالأحرى لن أنقل )لكم إلاّعلى هذه القضية و أترك الباقي لمن أراد أن يضيف....
ترتبط القدس بالإسلام منذ بدء الدعوة الإسلامية في عهدها المكي، فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم صلات ببيت المقدس وتتجلى هذه الصلات فيما يأتي:
أولاً: صلة تعبدية
من المعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم ظل يتوجه في صلاته شطر بيت المقدس حتى نزل قول الله تعالى: "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره".
ولم يكن استقبال النبي صلى الله عليه وسلم لبيت المقدس في صلاته استمالة لأهل الكتاب – اليهود والنصارى - الذين يعظمون بيت المقدس وإنما كان التوجه لغايات أخرى منها:
1- أن بيت المقدس مكان طاهر بعيد عن الأصنام، وله قيمة دينية عند الله.
2- أن مدينة القدس ستكون محل تحقيق الإقرار الذي أخذه الله على الأنبياء ليصدقوا محمدا صلى الله عليه وسلم، كما ورد في قوله سبحانه: "وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين".
3- أن سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم بكونه خاتمًا للأنبياء والمرسلين رجعت إليه تركات الأنبياء السابقين، فليس هناك مكان مقدس لنبي قبل محمد صلى الله عليه وسلم إلا وآلت تركته إلى سيدنا نبينا الكريم.
وعلى هذا فقد كان للنبي صلى الله عليه وسلم صلة وثيقة ببيت المقدس في عبادة من أهم عبادات الإسلام، وهي الصلاة، حيث كان يولي وجهه في صلاته نحو بيت المقدس، إذ صار له ملكًا دينيًّا بعد أن ورَّثه الله تركة الأنبياء جميعا.
ثانيًا: صلة روحية
وتتمثل تلك الصلة في معجزة الإسراء والمعراج، حيث أسري بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام بمكة المكرمة إلى المسجد الأقصى بمدينة القدس، ثم عرج به منه إلى سدرة المنتهى، قال سبحانه: "سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير"، بركة في الأرض وبركة في السماوات وبركة فيمن يؤمن ويسلم وجهه إلى الله دون شرك أو جحود.
ومن المرويات التي وردت في شأن الإسراء والمعراج، نستخلص عبرًا وعظات، منها:
1- من ناحية البداية: كانت بداية الإسراء من بيت الله الحرام بمكة، الذي رفع قواعده أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، وانتهت ببيت المقدس حيث بارك الله فيه وحوله.
2- أن هذه الرحلة المباركة مرت بكل منازل الوحي، وطوفت بمهابطه الكريمة، فمن حيث بدأت نزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وفي مسارها طوفت على مهابطه بطيبة، حيث نزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، وبجانب الطور حيث نودي موسى عليه السلام، ومن حيث انتهت نزل الوحي على زكريا ويحيى وعيسى، ومن سبقهم داود وسليمان، عليهم جميعا صلوات الله وتسليماته.
وهذا يدل على أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم ورَّثه الله تركات الأنبياء السابقين التي ورثها بما أوحي إليه.
3- أن رحلة الإسراء تعني الترابط الوثيق بين رسالات الرسل التي جاءت هادية للبشر مرتبطة بهذا الخط الجغرافي من هذا الجزء الحيوي المقدس من العالم، ليكون على مدى الزمان مصدر خير وبر ورعاية.
4- أن الرحلة عبر خط الوحي تعني أن يعيش النبي صلى الله عليه وسلم في هذه اللحظات العابرة جهاد إخوانه النبيين وصبرهم الجميل.
5- أن خط الوحي هذا هو خط الهداية الإلهية على اختلاف فترات التاريخ، ومن هنا عندما أقسم الله سبحانه وتعالى على تقويم الخلقة الإنسانية، وانتكاسها بالكفر وسموها بالإيمان، شمل القسم الإلهي منازل الوحي كلها، فقال تعالى: "والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون".
فالتين والزيتون كناية عن بيت المقدس، وللوحي الإلهي فيه مهابط شتى. وطور سنين هو طور سيناء، حيث نودي موسى عليه السلام، ونزل الوحي عليه لأول مرة وهو بجانب الطور. والبلد الأمين هو مكة المكرمة التي بدأ بها نزول آخر الوحي الإلهي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
6- أن إسراء النبي محمد صلى الله عليه وسلم من مكة إلى بيت المقدس يوضح أن بيت المقدس قد أُلحق بالدين الجديد، وهذا يوضح أن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم مهيمنة على كل البقاع الأرضية، وكل مقدسات البقاع.
7- أن الذي فتح بيت المقدس هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، لقد فتحها بأكرم وأرفع وأخلد مجموعة عرفها هذا الكون من البشر والملائكة، اجتمعت لأول مرة بقيادته ليلة الإسراء، ووضعت حجر الأساس للوجود الإسلامي في المنطقة.
8- أن الإسراء إلى بيت المقدس يوضح مكانة هذا المسجد، فقد كان الإسراء منقبة عظيمة لهذا المسجد المشرف.
9- كان الإسراء والمعراج دلالة واضحة على أن الله مؤيد عبده محمد صلى الله عليه وسلم، وناصر دينه، وهذه بشارة من الله سبحانه لرسوله صلى الله عليه وسلم، حتى يمضي في نشر دعوته. فمن تطمين الله له ومن نعمائه عليه أن يهيئ له هذه الرحلة السماوية لتمس فؤاده ببرد من الراحة، وليشعر أنه بعين الله منذ قام يوحده ويعبده ويعلم البشر توحيده وعبادته. كما أن الإسراء والمعراج يقعان قريبًا من منتصف فترة الرسالة التي بلغت ثلاثة وعشرين عامًا، وبذلك كان علاجًا مسح متاعب الماضي ووضع بذور النجاح للمستقبل.
10- أن في الاقتران الزمني بين إسرائه عليه الصلاة والسلام إلى بيت المقدس والعروج به إلى السموات السبع لدلالة على مدى ما لهذا البيت من مكانة وقدسية عند الله تعالى، وفيه دلالة على ما ينبغي أن يوجد لدى المسلمين في كل عصر ووقت من الحفاظ على هذه الأرض المقدسة وحمايتها من مطامع الدخلاء وأعداء الدين. وكأن الحكمة الإلهية تهيب بمسلمي هذا العصر أن لا يهنوا ولا يتخاذلوا أمام عدوان اليهود على هذه الأرض المقدسة وأن يطهروها من دنسهم ويعيدوها إلى أصحابها المؤمنين.
ثالثًا: صلة سياسية
سلك النبي صلى الله عليه وسلم مسلك السياسة والدبلوماسية في نشر الدعوة، فكاتب الملوك والأمراء يدعوهم إلى الإسلام، وأرسل رسالة إلى قيصر الروم حملها الصحابي الجليل دحية الكلبي رضي الله عنه. وسفارة سيدنا دحية الكلبي تبرهن على فطنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في اختيار سفيره الذي يحمل شرف تبليغ كتابه، ذلك أن نظام الدخول على القيصر معروف، وهو الركوع أمامه حتى يؤذن له بالاعتدال، وهي مسألة تتنافى مع الذات الإسلامية في العبادة، وفي المظهر المادي، فاتخذ سيدنا دحية رضي الله عنه مسلكًا دبلوماسيًّا جديدًا، فلم يتعجرف كما يفعل بعض المتحذلقين باسم الكرامة، ولا هو ركع، اعتزازًا بدينه وبنفسه من السقوط في فعل لا يتفق مع تعاليم الإسلام، ولكنه ركب سفينة الدبلوماسية، فوضع الكتاب على عتبة منبره الذي يجلس عليه، فإن أحدا لن يحركه حتى يأخذه قيصر، ثم دخل عليه عاديًّا، ونجا سيدنا دحية من كارثة دبلوماسية، وهي أنه لا بد وأن يركع حتى يقبل منه تسليم الكتاب.
وكان في الكتاب: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أما بعد، فإني أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرتين، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين، "يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباب من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون").
وخلاصة القول:
إن صلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصلة الدولة الإسلامية ببيت المقدس قد بدأت قبل الفتح العُمَري للقدس الشريف، وتمثلت تعبديًّا في التوجه إلى بيت المقدس، وروحيًّا بالإسراء والمعراج، وسياسيًّا برسالته صلى الله عليه وسلم إلى هرقل الذي كانت تخضع القدس لسلطانه.وبتصرف
CHEKRIDA ....
6883العمر : 59 الوظيفة : أستاذ رياضيات مزاجي : عادي والحمد لله البلد : سكيكدة رقم العضوية : مؤسس المنتدى . : . : 6429 تاريخ التسجيل : 04/02/2008
بطاقة الشخصية بسيط01: 10
موضوع: رد: في ذكرى الإسراء و المعراج السبت يوليو 10, 2010 1:49 pm
بارك الله فيك اخي على المعلومات القيمة التي تخص هده الدكرى العظيمة
.
السبت يوليو 10, 2010 12:55 pm
