التوبة من الزنا
منذ حوالي عشر سنوات
اقترب مني شاب لا أعرفه بعد الصلاة في أحد المساجد وقال إن عنده سؤالا
خاصا. رحبت به وأصغيت إليه، فقال بهدوء إنه "أخطأ" مع زميلة له في الجامعة
وأنها حامل الآن في شهرها الثاني. وقال إنها بنت طيبة وبنت ناس وأنه يريد
أن يتزوجها حتى "يلم" الموضوع. وقد تقدم بالفعل للزواج منها ولكن أباها
وهو في مركز اجتماعي مرموق رفضه لأنه ما زال طالبا، والأب المسكين لا يعرف
طبعا بأمر المصيبة التي في بطن ابنته.
كانت هذه أول مرة أسمع سؤالا
كهذا، ولكن منذ ذلك الحين تكرر هذا السؤال بصورة أو بأخرى مرات ومرات، وفي
كل حالة كان يؤلمني أن السائل يتكلم عن المشكلة بسهولة وأحيانا برعونة
وكأنه أمر مألوف معتاد. وبمرور الوقت أصبحت أرى هذه المشكلة تمثل أزمة
اجتماعية حقيقية. ربما لا نعرف حجمها بدقة فبلادنا لا توجد بها إحصائيات
اجتماعية يمكن الاعتماد عليها، ولكنها مشكلة موجودة قائمة يتناثر أذاها
على الحياة الاجتماعية كلها. ومن الممكن أيضا أن نضع أيدينا بسهولة على
أهم أربعة أسباب لهذه المشكلة وهي:
• ضعف التربية الأسرية.
• ضعف الوازع الديني.
• الفساد الإعلامي.
• اختفاء التربية من مؤسسات التعليم المختلفة.